ابحث في المدونة

الخميس، 21 أغسطس 2014

مُحاق.

تقدمت بخفة، خطوة واحدة، قدمي اليمين ثم اليسار تمامًا كما تعلمنا منذ الطفولة. وقع خطوتيّ مسموعًا بالنسبة لي، شعرت بذرات التراب تُسحق تحت قدميّ العاريتين على الرخام البارد، رعشة سرت في اوصالي جرّاء نسمات باردة لفحتني.
بدأت الشمس بالغياب، والظلام يُغرق الدُنيا من حولي. ابتسمت بتردد خائف فقد حانت اللحظة، نزلتُ بنظري إلى قدمَي، لم يحدث شيء! اتجهتُ بنظري إلى يديّ، تلمستُ وجهي! ربما ليس بعد، رددتها في سري و انا اتقلب بنظري حولي: ليس بعد.
رفعتُ بصري إلى السماء، اختفت الشمس تمامًا، غرقت في بطن الأرض. تشبّعت السماء بالزُرقة وقد اختفى اللون الأرجواني منها، ازداد الجو برودة فضممتُ نفسي بيدي، التفتُ لحركة عن يميني و قد خُطف لوني. تنفست الصُعداء، ليست إلا ورقة برتقالية اللون سقطت من الغصن لتحتضن الارض معلنة تقاعدها، بجانب عديداتٍ اخواتٍ لها مختلفة ألوانهن. اطرقتُ برأسي زافرةً براحة، مازال لوني مخطوفًا، لا، بل قدميّ شحُبتا، بل جسمي كلُّه ! ابتسمتُ بخوف، حان الوقت. رفعت بصري أخيرًا للسماء، كانت صافية لا يشوبها شيء و النجوم تلمع كأنها درر و جواهر منثورة في صحن السماء، لكن القمر مختفٍ، فقد شعاعهُ و نورَه الذي يتغنى بهِ بنو آدم منذُ الأزل.
لا يهم لا يهم. هتفت و أنا في نشوة مما يحدث، مميزة جدًا عن الآخرين، لم أكن أعي ما أقول من الرعب و الابتهاج، لم أكن أعلم أنّهُ الأهم! اندفع الادرينالين بشدة في عروقي و تسارعت نبضاتي، احساسي كان خليطًا لا يوصف من مشاعر مختلفة، فالخوف مما يحدث يغزو قلبي ببطء، و الحماسة تغزو اوصالي. بدأت اجري في الفناء و العب كالطفل، آخٍ لو رأتني أمي، لوبختني بشدة على تصرفاتي. ضحكت في سري بخبث، وكيف لها أن تراني! قفزت مرارًا و نثرت الرمل تكرارًا بل و نثرت الاوراق المتساقطة من الشجرة العجوز في زاوية المنزل، لم أكن خائفة أن تلدغني عقرب مختبأة هناك أو أن يهاجمني وزغ كما ظننتُ دائمًا، بل على العكس تناسيتُ كل شيء و استمتعت باللحظة. فجأة و أنا في غُمرة اللعب، فُتح الباب أمامي، سمعتُ والدي يضحك و معه اصوات رجولية أُخرى، دخلوا بسرعة بينما وقف والدي ممسكًا بالباب لضيوفه و مرحّبًا بهم. وقفتُ مشدوهة داعية أن لا يراني أحد. كانوا على بعد مترٍ واحدٍ عنّي سوف يرونني بالتأكيد، كم كانوا؟ اربعة؟ ام خمسة؟ لست أدري فقدتُ القدرة على العدّ! أثناء تفكيري، التفتَ أحدهم إلى حيث أقف، شُلّ عقلي، تيبّست اطرافي، تجمدت عيناي وبدأ المدُّ يرتفع في بحر عينيَّ المفتوحتين باتساعٍ. الرجل الطويل كثُّ اللحية، ثم التفت إلى والدي الذي لم أرَ منهُ سوى ظهره. أشار الرجل بيده إليّ محادثًا والدي، أنملة سبابته قريبة جدًا مني بالتحديد أمام عيني اليُسرى، بضعة سانتيمترات و سيفقأ عيني، بل ربما لو أغلقتُ عيني سيشعر بمرور رمشي على أنملته. حبستُ أنفاسي و أبقيتُ عينيّ مفتوحتين بينما كان قلبي يصرخ ونبضاته كادت تصيبني بالصمم، مرت اجزاء من الثانية بدت كالدهر حين التفت والدي. نظر إلي، اخترقت نظراتهُ رأسي، قطب جبينه و قطبت جبيني. ماحدث تاليًا كان مفاجأً، ضحك أبي و التفت لصاحبه محاورًا إياه، لم يرياني؟! تجاهلاني ؟! تراجعت خطوتين بهدوء والحيرة تعصف بي و التفت حيث كان يشير الرجل. سيارة والدي الـGMC؟! مهلًا ! لم أفهم!! نزلت دموعي رغمًا عني حين بدأت ارمش بسرعة وابتلع ريقي. كان الرجل يساومه ليشتريها من والدي، ضحكا مستديران ناحية المنزل و اختتم ابي حديثه قائلًا: " تفضل تفضل بس يابو محمد، شكل البرد مأثرن عليك، كلّوه ولا هالغالية."
بدا كلّ شيء ساكنًا إلّا من نبضاتي، كيف ذلك؟ لم أفهم ؟ شعرتُ بأن عقلي بطيء جدًا، كأنه كان يعمل بسرعة ٥ كيلوبايت\ثانية.
جلستُ على الرمل البارد و لم أكترث لبروده ولا للصقيع الذي احاطني، نزلت بنظري إلى كفي الأيمن الذي يحتضن التراب، بدا شاحبًا! فجأة عادت تيارات الافكار إلى رأسي بسرعة شديدة أصابتني بصداع أرغمني أن أغلق عيني بشدة. ابتسمت باتساع حين أدركت ماحدث، لا أحد يراني!! لا احد اطلاقًا.
يومان و سيعود كل شيء كما كان، ضحكت بخفوت ثم وقفت انفض الرمل عني حين سمعت أمي تناديني، دخلت اضحك ورفعت صوتي حتى كادت احبالي الصوتية تتقطّع، لكن في حالتي هذه صوتي بالكاد يُسمع. ذهبت للإستحمام حتى أعود أُرى، والابتسامة بدأت بالاختفاء، وحلّ الخوف محلّها.
• فريدة الشمري.
-قصة لم تكتمل بعد، وخلف هذه القصة قصة اخرى-

السبت، 24 مايو 2014

حالي


~

يداي مكبلتين واجنحتي كُسرت.
زرقة تعتلي شفتي وبشرتي شَحبت.
عيني غائرتين ودقات قلبي خَفتت.
أنا لستُ أنا وماعدتُ أشبهني.
جفّ حلقي وبُح صوتي.
حجرات قلبي الأربعة امتلئت بالحيرة.
أَمنذ متى صرتُ كَذا ! مذ استدارت روحك عني وماعدتُ أبصرني في عينيك.
مذ وقفتَ بجانبي وكأنني يومًا لم أكن !
ملأني حضورك الغائب بالحنين. فلطالما كانت ردود فعلي غير متنبأ بها. والآن بت ﻻ أعرف حتى من أنا.
لست أعلم ما افعل وﻻ ما اقول !
غربان محلقة تنعق في زواياي فيهشم صداها نوافذ راحتي.
مطارق الحيرة تطرق أجراس مدينتي فﻻ أكاد أسمع.
احتشدت شوارعي البيضاء بظﻻم مستطير فما استطيع الرؤية.
لا افهم شيئاً. حتى انا لست افهمني !
ماذا اريد ومن اكون ومايتوجب فعله.
أريد أن أشعر بالأمان أنا أرتجف.
كل شيء بات مخيفًا وخانقًا كتلك الغابة خلفنا، أكاد أقسم أن أصوات النحيب والعويل فيها تناديني كل ليلة لأقع في شركها.
الأشباح تحوم حولي تائهة تماماً كحيرتي بل أشعر بشدة الشبه بيني وبينهم لوﻻ أنني واضحة للعيان.
باهتةٌ وشاحبةٌ وعيني فقدتا بريقهما المميز.
ابتسامتي تزداد صفرة فروحي تأنّ بخفوت مشتاق.
عُد فقد لازمني البرد مذ استدرت. عُد وضُخ الدفء في شراييني علّ ارتجافتي تهدأ ! ألم يخبروك بأنّ أيامي صارت واحداً ؟
بالرغم من انكساراتي إلا أنني مازلت مختلفة ولن يكون لك كَمثلي أحد.

فريدة الشمري.

الجمعة، 11 أبريل 2014

فلسفات فريدة

قد يلاحظ البعض أن أحرفي وندائاتي للصديق الغائب دائمًا
قد يعود ذلك لقدسية الصداقة والرفقة عندي
فأنا أرى أن الصديق أسطورة واقعة. خارق للطبيعة والمعتقدات.
لأنه منقذ وطبيب وعائلة أحيانًا، الكثير من الصفات والمعاني الحميدة تجتمع فيه.
وفي ذات الوقت اختيار الصديق المناسب ليس بالأمر الساهل !

زاجل

صديقتي .. ربطت نبضاتي بقدم حمامة هوائية زاجلة.
سطرت نبضاتي وجع افتقادك اللذي زاد وجعي أضعافا مضاعفة.
لست أدري ان كانت رسائلي المشتاقة قد وصلتك !
أم أن حمامتي نقية البياض قد ضلت الطريق !! انتفت ! قتلت !!!
اشتاقك جداً واشعر بالبرد
رفيقتي، أين دفئك ..!!
قطع حبل وصفي وبوحي يا نديمتي
لكنني اشهق وازفر واطلق تنهيدة عميقة من كهف صدري تناديك بحرقة.
انفاسي باتت تحترق بداخلي ورماديتي سيطرت على سماء روحي تماماً فما عدت أرى لوناً وﻻ اشم رائحة.
فقدت حواسي عدا بصري ولمسة يدي.
سمعي حوصر بضجيج نبضي ونداءاته اللا منقطعة
حتى وان كنت صامتة .. ظننك تشعرين وتسمعين !
عودي واشعلي مدفأة الروح مجدداً لفي قلبي بوشاحك الزاهي لتسري فيه حرارة الحياة.
فيعود لضخ الدم مجدداً فيُبعث الدفأ في وبأطرافي
إن قلبي بدأ ﻻ يميز المشاعر, وكأنه يصرّح بكره ذاته
فهو لم يعد يعرف كيف يحب نفسه أو لعله غادرني معك واستقر بين جنباتك فماعدت ألقاه!!
لكنني اسمع ضجيجه كطفل صغير ضئيل الحجم أضاع يد أمه
عودي وأخرسي أنّات الشوق. أخشى المنفى وأشتاق الوطن
فريدة الشمري



أم

قلب ! بل كوكب دري غارق بالحب. 
روح ! بل كون سرمدي يضج بالتضحيات. 
جسد ! بل منحوتة طينية بيد المصور الخالق تشع بالدفأ. 
تلك هي حبيبتي أمي. عيناها اللتي تصرخ بالحب لفلذات كبدها..
رب احفظ لي جنتي وارحها ببري لها. 
رب ازرع الراحة في قلب كل أم توجعت وهي تنحني ليرتاح طفلها وسهرت لتغفى عينه. اغفر لكل أم توجعت ليصرخ طفلها بالحياة. 
رب احفظ لي والدي وارحمهما كما ربياني صغيرا
فريدة الشمري.

طيفُ سرمدية البقاء في قلبِك باتَ يتجانسُ بخفةٍ معَ ضباب رمَاديتي الباردَة.
وَ مازلتُ أستميتُ بصدقي اللا مُنقطع لأتشبثَ بِك بكلّ جوارِحي.
أغمضُ على صورتك بقوة كي لا تتبعثر 
هه لم أكبر أبدًا. مازلتُ طفلة قلبك 
أينَ أهربُ مِنك وأنتَ وَطني وَ منفايَ !
فريدة الشمري

هلوسات


رفيقتي, ألم أخبركِ !
سمعت صوتكِ وضحكاتكِ المحببةُ إلى قلبي المشتاقِ إليكِ
كَذا رأيتُ وجهكِ الباسم, تجعيدات وجهكِ اللطيفة حين تبتسمين بحب بعد أن تمازحيني متعمدة استفزازي لتُشبعيني بعدها بضحكاتكِ الحية
وَ رأيت عينيكِ المتقوسة بفعل ابتسامتك الشقية
لمحتُ وجهكِ البشوش حولي في الفراغ حين كنتُ وحدي
حين هبت نسمة باردة وسمعت ضحكاتك كأنها تغني مع حفيف الأشجار بشجن 
شعور غريب يارفيقة اجتاحني.
احتجتُ أن أراكِ حقيقة مطولة. لا لمحات 
احتجتُكِ وَ كَذا إشتقتكِ..
فَريدة الشمري.

إنتظـار

في دوامة الحياة نُدار
نُطحن ونغوص ويأخذنا التيار
تَجدب ارضنا في انتظار الامطار
انتظارٌ يتلوه انتظار
احدودبّت ظهورنا في محطّة القطار
أمام سكة القطار، كلماتنا في احتضار
وجاء قطار، فقطار، ويليه قطار
ومازلنا بﻻ كللٍ متكئين على عكّاز الإنتظار
ليس لدينا خيار
جفّت الأحبار 
وكواكبنا مازالت في المدار 
خاضعون للحصار
لكنّا نأبى الإنهيار
ارواحنا تدحض في داخلنا الدمار
قد نكون محطًا للانظار
وقد نكون مهمشين خلف الجدار
أين الطريق والمفر وأين القرار !!
ضاعت منّا الخواطر والافكار
الآخرين من حولنا بإستنكار !
قلوبنا ترقب بصمتٍ محتار 
ذواتنا في ازدهاار 
ولم نيأس مثقال قنطار 
ومازلنا عند ذات محطة القطار 
بإنتظار وانتظار وانتظار
فريدة الشمري.

الجمعة، 14 مارس 2014

روح، قلبٌ و عقل

يراودني تساؤلٌ محير .. ماهي العﻻقة بين اليد والدموع ؟؟ عﻻقتهما ببعضهما البعض غريبةٌ نوعاً ما، ومحيرة. بل إن الجسد كله محير فهو ليس مجرد تمثالٍ حي، بل هو حياة داخل حياة !! فالقلب والروح والعقل كتلةٌ ثلاثية تتعاون وتتناحر كثيراً، شركةٌ مؤلفةٌ من ثﻻثة رؤوساء أحياء متساوون تقريباً في القوة والسيطرة، والجبروت أحياناً! فَفي حين الاختﻻف قد يغلب أحدهم الآخر، فتعم فوضىً في الحواس. وحين يتفقون على أمرٍ واحد مضني، يصاب الجسد بوعكةٍ نظراً للعواصف اللتي تعصف بصحاري الروح وفيضان محيطات القلب وزﻻزل تضرب وتصدع ارض العقل. فحين تمر هذه الكتلة في مراحل مدها وجزرها، يتعيّن على سائر الجسد أن يقوم بوظائف تخدم هذه الكتلة المتحكمة. فالعين مسؤولةٌ عن الحفاظ على أمن هذه الكتلة واعﻻن مايحدث داخل هذا الحصن المسمى بالجسد او قد نسميه مملكة مترامية الاطراف. كما انها مسؤولة عن إهدار الفائض من دمع يحمل رسائل وأخبار داخلية متوهجة متجسدة بمادةٍ سائلةٍ ملحية. فوهجها قد يحمل أناتٍ او ضحكات او حتى نداءاتٍ مُدركة وليست مسموعة. فالنظرةُ كفيلة بالبوح أحياناً وقد ينزلق حبر الرسائل الشفاف بسبب القوة الطاحنة في داخل الجسد وقد يشق الخد سيلٌ حبريٌ عارم ليعلن عن امتﻻء كتلته ويصرخ بِ كفففى .. إنّني أتألم !! 
من عادة الدمع الانهمار بأريحية حين ﻻ يكون مُتَرَصدًا، فيكون مواسياً للقلب ومناصرًا له. حينها ترقى الكفّ لترتشف من تلكم الدموع وتخبيء رسائلها السرية. وقد تتقصد الكف المواساة بالقرب. فهي تود احتضان العين لكن المسافة تعيقها. وقد تكون قاصدةً الحفاظ على أسرار الذات!! اليد صديقةٌ مخلصةٌ للعين ام مجرد فضولية ترتشف ماءها ام انها محتاجة لمعونتها ! اليد غالباً ليست محطًا للمﻻحظة مثل العين، فالعين بصمة الكتلة الثﻻثية المختبئة خلف جدران البدن. غياهب الروح والقلب قد تكون مقروءةً للعيان ومُتصفّحة للجميع حين يسلم لهما العقل "الخيط والمخيط" كما نقول محلياً ويغيب او يحاول الانشغال عنهما بوظيفته اللتي ﻻ يجب أن تتعطل لأي سبب ..! إﻻ إن كانت العين بارعة في اخفاء تلك الاسرار واللتي قد تكون خطيرة جداً بابتسامةٍ ساحرة. بينما اليد ليس لديها مثقال ذرة من خبرات العين البارعة. فتحركات اليد اللا إرادية، قد تكون سبباً في إفشاء أسرار اجتماعات كتلتها الداخلية. وبالرغم، أُرجّح أنّ اليد والدمع تربطهما عﻻقة أثيرة طاهرة سامية. 
وأما سرمدية أسرار الذات والكتلة الثﻻثية غامضة جداً وصعبٌ تفكيكها، وحدهُ الخالق يعلمها .. 


*فريدة الشمري
يوما ﻻ ادري ماذا اكون فاعلة ..!! ربما كما انا الان مستلقية على ظهري واحادث صديقتي  .. وربما اكون في حافلتي ذاهبة الى جامعتي وﻻ اعلم مانيتي في الطريق او عائدة منها .. او لعلي اكون بين صديقاتي اضحك بصوت عال صاخب كما هي عادتي واغتاب فﻻنة والمز الاخرى او اسمع اغنية واتمايل على الحانها ... او ربما نتبادل العظة وذكر الله وننصح بعضنا ونتفق على ان نكون مؤثرات اسﻻميات.. او ربما اكون ببساطة نائمة بعد يوم متعببب                            
واذا بي افتح عيناي على مخلوق لم اره من قبل !! وﻻ اعلم كيف سأتقبله وارحب به ﻻ اعلم أَسيبتسم لي !! ام ستقسو مﻻمحه .. ﻻ استطيع الفرار منه لحظتها .. تلك اللحظة اللتي ستفارق روحي اللتي ﻻ طالما آمنت بنقائها جسدي الطيني .. يومها ﻻ اعلم من سيصحب هذا المخلوق العظيم .. أ فردوس ام جحيم !! من سيقابلني !! كيف سوف اؤخذ !! اهلي صديقاتي احبابي .. كيف حالهم حين يرونني .. حينها لن ارى جسدي لكن اهلي سيجزعون ويبكون لكن رباه اربط على قلوبهم حينها .. كل ما اعلمه ان عيناي الشاخصة ستغمض بيد احدهم سوف احمل واغسل واكفن واحمل تارة اخرى على اكتاف اخوتي وغيرهم ممن يريد الاجر وسيصلى علي صﻻة اخيرة ثم ادفن .. هل ستكون جنازتي سريعة !! هل سيكون جسدي مستورا تماما !! بعد ذلك سوف يبدأ الحصاد .. سوف يبدأ الحساب .. ف اما نعيم !! واما جحيم .. ﻻ استطيع ان اتخيل حياتي بداخل حفرة ضيقة وانا اسمع بكاء اهلي وطرق نعلهم راحلين .. سيكون المكان مظلللممم .. انا اخشى الظﻻم يارب .. سأكون وحييييدة .. وترهبني الوحدة ي الهي .. ﻻ استطيع ان اتخيل حالي بعدهاا 
ربااااااه مخيف ذلك جدا .. لن احتمل العذاب وﻻ ضمة القبر .. انا اللتي يبكيني صداع طفيف .. كيف سيكون حالي لو عذبت !! سينتهي مني صوتي سيبح ويبهت ويتقططعع .. الرحمة يا الهي .. الرحمة والعفو والغفران يا الله يا رحمن 
الهي ابعدني عن العذاب وعن النار وقربني منك واعني على الاستعداد للقائك

احسن خاتمتي يا الله  3/>
انكسارات فانكسارات، احتضارات تتلو احتضارات 
ومازلت اتنفس بعكس مايدور بداخلي. مازال نبضي يتذبذب بين ارتفاعٍ وانخفاض، مازال صوتي كاملاً ومازلت واقفاً على قدمٍ وساق. 
في الغابة المظلمة وقفت. الضباب يلفها ورائحة المستنقع القريب تكتمني بشدة. قدمي مصابة ولا اقوى الحراك. ساعدتهم على الوقوف وذهبوا. لم يضلوا الطريق ولم يضيعوا. بل رحلوا وتركوني خلفهم وحيدة. اتخذوا هذا القرار وهم بكامل قواهم. 
كُسرت مرة حين انحنى جذعي ليسند يد احدهم ويوقفه وكسرتُ مرات. 
واحتضرت في كل خطوةٍ خَطوها بعيداً عني وانا انظر اليهم واشاهد رحيلهم وأنيني يخفت بتباطؤ مرير. لم اندم على عطائي قط. اوقفتهم وانكسرت انا. رحلوا بعيداً تركوني في الفناء ! 
أي صداقةٍ وحبٍ تحدثتم عنه ! ﻻ عتاب وﻻ حزن بل على نفسي السﻻم. 
الفاشل ﻻ يتعلم من اخطائه وكذلك صرت. مازلت اعطي بكل ما اوتيت من قوة حتى في احتضاري اعطيت ولست نادمة ! لكن ليس من احد هاهنا حولي وحدي اشاهد اثارهم الفارّة. عيني تنتحب بجفاف وصمتٌ مطبق يحاصرني. 
هه سأبحث عن جذعٍ جماد فلعله يشعر بي اكثر ويسندني فأستطيع مواصلة الطريق ..

- فريدة الشمري

أرشيفية

متوجعة منكِ حتى الثمالة. تُثخنينني جراحًا بكلماتك. ازداد وجعي حتى أصبحت لا أستططيع البكاء ولا الكلام عن وجعي. لا أجيد إلا الضحك والنظر في الخواء. حتى أنني بدأت أنسئ الاحتضان وهو ما كُنت أُتقن وأهوى. مع تناغم رمادية الحياة في عينيّ السارحة  ونزيف قلبي المكلوم اللذي يحاول التقاط اشلائه. مازلت أتناسئ جروحك  واتجاهلهاا. مازلت أسامحكِ وإنسى جروحككِ نظراتك وكلماتك ..  لا استطيع تذكر شيء سوى الوجع أشعر به. واخشئ علئ جروحي تُكشَف ف تتلوث فتندمل ملوثة 


* فريدة الشمري
Oct. 18. 2013
لست أدري هل أبكي ! أم أصرخ ! أم أضحك ! أم أتتكور علئ نفسي والتزم الصمت ! إراقب اللاشيء بتأمل شديد. أنصت لدقات قلبي في الخواء ولا يزعج رنين نغمته سوى أنفاسي الهادئة جدا بعكس تذبذب نبضاتي بين اضطراب وانتظام .. أتكيء بذقني علئ ركبتي واجلس القرفصاء. برد شديد يلف اطرافي وزرقة بدأت تعلو شفاهي وأطراف أصابعي. أمعنت النظر أكثر .. لم لا شيء يمر في مخيلتي ! لا اعلم ان كانت أفكاري مسموعة من شدة ضجيجها ! كبيت عنكبوت قد هُدم  وتلاصقت أنحاءه ببعض. هكذا أفكاري .. شديدة التشتت  ذات صدى عالٍ شديد الوضوح. لا افهمني ولا أجدني أبدًا.! أفعل كل ما بؤسسعي لإسعاد الآخرين لكن ينقلب سحري علي. لا افهم قلبي ألمتثاقل بالألم ! كيف ينشطر في كل مرة ويتمزق حزء منه وهو يكابر ويساعد شفاهي لترسم الابتسامة ببراعة وتنطلق ضحكاتي الصاخبة ! من لا يعرفني يظن أنني في منتهى السعادةة ولا يهمني شيء لكن من يقرأ قلبي يشعر بانشطاره يسمع أنينه حين يتمزق وكأنه أنين طفلة خائفة فقددت يد أبأها ألحانية. لكن لا أحد. لا أحد إطلاقا يسمع لا أحد يشعر بتراجع نبضاتي ومرور الألم علئ ملامحي. ألم يلحظ أحد ذاك القناع ! الهذه الدرجة هو مُتقَن ! أُجرح كثيرا جدا ولا أتوب من ذاك الجرح.  اتسائل كثيرا كيف يكون الجميع قسساة ؟ لا ليس الجميع .. يبدو أنني أنا المخطئة في حقي وحقوق الآخرين أجمع. لكن بغير قصد أنا أفعل ما أفعل .. أفكاري هذه ابتلعتها كعلقم شديد المرارة. أتمنى لاشيء سوى التبلد. لا شيء سوى هدنة أداوي خلالها قلبي المكلوم. صدري يضيق. نفسي يضيع. الأكسجين يختفي. أنا اختنق بنبضي. حسنا يا أنا لملمي جراحك وأحيطي قدميك المنتصبتين بذراعيك أحضني ذاتك حصني قلبك. تخلي عن الجميع فلا أحد يهتم لضيقك. التفت لتسقط دمعة يتيمة تعلن عن احتضار قلب. انا أتألم بشدة نبضاتي بدأت تعلو في الفراغ لتصبح مسموعة باكية. رفقًا ألا تشعرون بها ؟ حسنا يا ذاتي. فلنفعلها .. تنهيدة صاخبة ! فموت قلب ..

فريدة الشمري

Sep. 30. 2013
حِينما يزدحِم الوَجع مُتخذًا شَكل حُروفٍ وَ كلمَاتٍ في حُنجرَتي فأحاولُ جَاهدةً تَرتيبها لتَخرج لترتاحَ أجزَائي.. 
كَرَبِ منزلٍ بدَوِي حاتميّ الكرَم، يأبَى لسَاني تِلكُمُ اللحظة انْ يُغادِرهُ وَجعي..
فَهو يُريدُ انْ يُحسِنَ ضِيافَة ذاكَ الوَجع. !!  
تَغضَبُ دُموعي مِن تِلك الفِعلة، فَتهجُر عينيّ ..

أتمَنى وَ بِشدّة انْ أصرُخ : يا رَب !!!!! 
لكَن حتّى صَوتي يخونُني.  
فَأبقَى بِقلبٍ مُتعبٍ وَعَقلٍ مُجهد.  
والأشدّ ألمًا مِن ذلكَ كُله ! أنّني أُلامُ على تَمرُد لسَاني ورَحيل دُموعي.

تَضجُ عَينايَ بِ"يكفِي"  .. !!!!!

لكِن، لا أحَد قَارِئ ..
 

فريدة الشمري*

Oct. 1. 2013
*


نحنُ قومٌ نُعز مكانة الصديق ولا نطيق العيش بلاه
لكننا لا نؤمن بوجوده كثيرًا 
كم كنت استغرب ! كيف للعرب ان يجعلوا الصديق خرافة كالعنقاء 
لمَ العرب متشائمون ولا يؤمنون بكثرة الأصدقاء !! 
كنت اعتقد بأنني سوف اكسر قاعدتهم سأجعل كثرة الأصدقاء علامة انتقالية في حياتي العربية. 
كنت اعتقد بأنني سأنسلخ من هذه القاعدة. 
لم أكن مصيبة في ظني
فقد أيقنت ان كثرة الأصدقاء الحقيقيون أسطورة. 
أيقنت بأنني عربية وَ جدًا 
أصبحت قاعدة العرب هذه من قناعاتي..  
لم أُفلح ...

*فريدة الشمري

Oct. 7. 2013

أرشيفية




كعشرينية وحيدة تُهمهم بلحنٍ حزين وتلاعِب دُميتها المحطمة تريد ان تُسمع الجَميع أنينها تلعب ببراءة، تبتسم بعفوية للجميع, بينما يهربون منها.
هي على أمل ان تعود والدتها اللتي ودعتها حين كانت ابنة الثمانية سنوات مسلِّمةً إياها دميتها الجميلة:"انتظريني، سوف أعود بعد ساعة"لكن الساعة في تمدد مستمر وهذه الشابة مازالت تنتظر وتبتسم للدمية مطمئنة إياها أن والدتها ستعود:"لا تقلقي والدتي سوف تأتي وتأخذنا للمنزل،ستُعد لنا الحساء وتغني لنا إلى ان ننام بحضنها"تمسح دمعتها اللتي سقطت على جبين دميتها"لا تبكي أنا متأكدة بأن أمي ستأتي هذه المرة. لن تُخيبنا كالساعات الماضية"لا تعلم لماذا باتت تبكي منهارة تشهق بحُرقة وتغطي فمها لئلّا تتصاعد شهقاتها أكثر فقد وعدت دميتها ان تكون قوية حتى تعود أمها وكأنها لم تكن في حلقة مستمرة من البكاء طوال اثنتي عشرة سنة. إنّه عيدُميلادها العشرون اللذي تقضيه وحيدة بلا أحد يبتسم لوجودها بحياته.منذ اثنتي عشرة سنة لم تحتضن والدتها لم يربت أحد على كتفها لم يهتم لوجودها أحد لم يتساءل أحد مابالها لم يعلمها أحد كيف تنسق ثيابها لم يكن أحد بجانبها حين مرضت سوى دميتها. كانت الأيام صعبة جدًا عليها لاتعلم كيف أستمرت بحياتها للآن! تخطيء كثيرًا لكن لا أحد حولها ليعلمها الصواب. فكرت بالكثير اللذي ستخبره لوالدتها حين تعود. ستحكي لها كيف تعلمت لأول مرة ان تربط شعرها كجديلة بنفسها. كيف رأت في نفسها والدتها اللتي اشتاقت ابتسامتها حتى النخاع. سوف تحكي لها عن ذلك الشاب اللذي يبيع حلوى غزل البنات وكيف كان قلبها الصغير ينبض له برقة في وحشة الانتظار. كيف أصبحت خياطة لعيون الدمى عند تلك العجوز القاسية اللتي حرقت وجنتها الفاتنة وشوهت معالم دميتها. سوف تحكي لها كيف أنها لم تعد تثق إلا بدُميتها اللتي بدأت تلاحظ مؤخرًا صمتها الشديد."أَكانت أمي كاذبة حين وعدتني بأن تعود! لا لقد سُرقت مني! انتظرتها طويلا وطال انتظاري ألا تسمع ندائي ودقات قلبي؟هي تزورني حين انام لكن أريد ان إرها في يقظتي الا تعلم أنني أتألم! أتمنى حضنها فقط أريد دفئها. كيف هو مفهوم الساعة عند أمي!"تعقد حاجبيها وتمسح دمعتيها الرقيقتين بعنف. تحتضن قدميها النحيلتين وتتكيء علئ الجدار البارد. تنظر الى النافذة بعين قد خُذلت كثيرًأ وقلبِ رُفض باقسى أساليب الرفض. تمسح علئ شعر دميتها بحنان وتتكيء بذقنها علئ ركبتيها، تبتسم وتغمض عينيها لتنساب دمعة يتيمة. تَعودُ لهمهمتها الحزينة لتؤنس وحدة دميتها ولعلها وحدتها " أنا هُنا من أجلنا :') نحن لسنا بحاجة إلا لحُب الإله "


*فريدة الشمري

Oct. 12. 2013

فريدة بمرآتها الصغيرة.




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 



اسمي فريدة, ولن أكتفي بالحديث عن نفسي. بدءًا بأنني الوحيدة اللتي أحمل هذا الاسم في عائلتي كلها وصديقاتي ومعارفي, وانتهاءًا بالمقولة اللتي تقال لي دائما: " إنتي من جد فريدة إسم على مسمى. "
لكن لن أطيل المديح. هذا تعريف بسيط بشخصي.
طالبة لغويات تطبيقية, أدرس اللغة الإنجليزية. تشدني اللغات كثيرًا لكن عشقي للغتي العربية شديدٌ جدًا.
نشأت بيني وبين الحواسيب علاقة لطيفة منذ نعومة أظافري. 
حين أتحدث أو أكتب أسهب بالتفاصيل والوصف. 
ملولة جدًا. لا أستقر على شيء كثيرًا.
أحب ديني وأهلي وصديقاتي.
مناقضة للعنصرية والتعصب.
الرمادية تغطيني كليًا بالرغم من الإيجابية اللتي أبثها في الآخرين.
شخصيتي لم تثبت بعد وكذلك اهتماماتي.


أخيرًا, سوف أدون مشاعري هنا وكذلك روايتي أو قصتي الطويلة. 
وفقني الله وكان معي.

حفظنا الله.