ابحث في المدونة

الجمعة، 14 مارس 2014

روح، قلبٌ و عقل

يراودني تساؤلٌ محير .. ماهي العﻻقة بين اليد والدموع ؟؟ عﻻقتهما ببعضهما البعض غريبةٌ نوعاً ما، ومحيرة. بل إن الجسد كله محير فهو ليس مجرد تمثالٍ حي، بل هو حياة داخل حياة !! فالقلب والروح والعقل كتلةٌ ثلاثية تتعاون وتتناحر كثيراً، شركةٌ مؤلفةٌ من ثﻻثة رؤوساء أحياء متساوون تقريباً في القوة والسيطرة، والجبروت أحياناً! فَفي حين الاختﻻف قد يغلب أحدهم الآخر، فتعم فوضىً في الحواس. وحين يتفقون على أمرٍ واحد مضني، يصاب الجسد بوعكةٍ نظراً للعواصف اللتي تعصف بصحاري الروح وفيضان محيطات القلب وزﻻزل تضرب وتصدع ارض العقل. فحين تمر هذه الكتلة في مراحل مدها وجزرها، يتعيّن على سائر الجسد أن يقوم بوظائف تخدم هذه الكتلة المتحكمة. فالعين مسؤولةٌ عن الحفاظ على أمن هذه الكتلة واعﻻن مايحدث داخل هذا الحصن المسمى بالجسد او قد نسميه مملكة مترامية الاطراف. كما انها مسؤولة عن إهدار الفائض من دمع يحمل رسائل وأخبار داخلية متوهجة متجسدة بمادةٍ سائلةٍ ملحية. فوهجها قد يحمل أناتٍ او ضحكات او حتى نداءاتٍ مُدركة وليست مسموعة. فالنظرةُ كفيلة بالبوح أحياناً وقد ينزلق حبر الرسائل الشفاف بسبب القوة الطاحنة في داخل الجسد وقد يشق الخد سيلٌ حبريٌ عارم ليعلن عن امتﻻء كتلته ويصرخ بِ كفففى .. إنّني أتألم !! 
من عادة الدمع الانهمار بأريحية حين ﻻ يكون مُتَرَصدًا، فيكون مواسياً للقلب ومناصرًا له. حينها ترقى الكفّ لترتشف من تلكم الدموع وتخبيء رسائلها السرية. وقد تتقصد الكف المواساة بالقرب. فهي تود احتضان العين لكن المسافة تعيقها. وقد تكون قاصدةً الحفاظ على أسرار الذات!! اليد صديقةٌ مخلصةٌ للعين ام مجرد فضولية ترتشف ماءها ام انها محتاجة لمعونتها ! اليد غالباً ليست محطًا للمﻻحظة مثل العين، فالعين بصمة الكتلة الثﻻثية المختبئة خلف جدران البدن. غياهب الروح والقلب قد تكون مقروءةً للعيان ومُتصفّحة للجميع حين يسلم لهما العقل "الخيط والمخيط" كما نقول محلياً ويغيب او يحاول الانشغال عنهما بوظيفته اللتي ﻻ يجب أن تتعطل لأي سبب ..! إﻻ إن كانت العين بارعة في اخفاء تلك الاسرار واللتي قد تكون خطيرة جداً بابتسامةٍ ساحرة. بينما اليد ليس لديها مثقال ذرة من خبرات العين البارعة. فتحركات اليد اللا إرادية، قد تكون سبباً في إفشاء أسرار اجتماعات كتلتها الداخلية. وبالرغم، أُرجّح أنّ اليد والدمع تربطهما عﻻقة أثيرة طاهرة سامية. 
وأما سرمدية أسرار الذات والكتلة الثﻻثية غامضة جداً وصعبٌ تفكيكها، وحدهُ الخالق يعلمها .. 


*فريدة الشمري

هناك تعليقان (2):

  1. احببت كلامك وتعابيرك وسردك للخواطر والفصص ...
    استمري بابداعك داائماا ماشاء الله
    قرريبا ان شاء الله ساقرا كتابك المستقبلي كاتبتي المبدعة :)

    ردحذف
    الردود
    1. اهلا منار و مرحبا..
      ممتنة جدا لكلماتك المفاجئة ♡ لطالما احببت قراءة تعليقات الزوار و الاصدقاء.
      باذن الله ستكوني معي اثناء ذلك.. اشكرك جدا جدا () ♡

      حذف