ابحث في المدونة

السبت، 24 مايو 2014

حالي


~

يداي مكبلتين واجنحتي كُسرت.
زرقة تعتلي شفتي وبشرتي شَحبت.
عيني غائرتين ودقات قلبي خَفتت.
أنا لستُ أنا وماعدتُ أشبهني.
جفّ حلقي وبُح صوتي.
حجرات قلبي الأربعة امتلئت بالحيرة.
أَمنذ متى صرتُ كَذا ! مذ استدارت روحك عني وماعدتُ أبصرني في عينيك.
مذ وقفتَ بجانبي وكأنني يومًا لم أكن !
ملأني حضورك الغائب بالحنين. فلطالما كانت ردود فعلي غير متنبأ بها. والآن بت ﻻ أعرف حتى من أنا.
لست أعلم ما افعل وﻻ ما اقول !
غربان محلقة تنعق في زواياي فيهشم صداها نوافذ راحتي.
مطارق الحيرة تطرق أجراس مدينتي فﻻ أكاد أسمع.
احتشدت شوارعي البيضاء بظﻻم مستطير فما استطيع الرؤية.
لا افهم شيئاً. حتى انا لست افهمني !
ماذا اريد ومن اكون ومايتوجب فعله.
أريد أن أشعر بالأمان أنا أرتجف.
كل شيء بات مخيفًا وخانقًا كتلك الغابة خلفنا، أكاد أقسم أن أصوات النحيب والعويل فيها تناديني كل ليلة لأقع في شركها.
الأشباح تحوم حولي تائهة تماماً كحيرتي بل أشعر بشدة الشبه بيني وبينهم لوﻻ أنني واضحة للعيان.
باهتةٌ وشاحبةٌ وعيني فقدتا بريقهما المميز.
ابتسامتي تزداد صفرة فروحي تأنّ بخفوت مشتاق.
عُد فقد لازمني البرد مذ استدرت. عُد وضُخ الدفء في شراييني علّ ارتجافتي تهدأ ! ألم يخبروك بأنّ أيامي صارت واحداً ؟
بالرغم من انكساراتي إلا أنني مازلت مختلفة ولن يكون لك كَمثلي أحد.

فريدة الشمري.