ابحث في المدونة

الثلاثاء، 15 مارس 2016

إلى نفسي التائهة.




ها أنا , أقف على أعتاب الصومعة الخاوية, تعصف بداخلها الرياح مصدرةً نحيبًا يخترق قلبي فيوجعه حتى أقصاه. الآن, وقد انقشعت الغمامة التي كانت تمتص روحي ببطء شديد. الآن, وقد لامست أصابع التنوير بناني .. بصيرتي الآن حديد , أرى ما بعد الرؤية و أشم الحقيقة لتتغلغل فيّ عميقًا.
الآن فقط, رأيت السلاسل التي تقيدني في جدار الصومعة الداخلي, تلتف لتخنقني بين الحين و الآخر , وتبقيني بعيدًا عن العالم الآخر !
الآن فقط , يُشع جسدي و يتوهج استعدادًا للحرية المنشودة. سأشرب إكسير الحرية الأبدية , حرية روحي من أغلالٍ أحرقت معصميَّ طويلاً جدًا. أنا على شفا خطوة من الانطلاق بعيدًا , الانتصار.
ظننتُ يومًا أنّ هذه الصومعة هي بيت المغفرة , الذي يضم خطايايَ برحابة و حب ! لكنني الآن أرى كم هي مظلمة و قاتمة. ليست إلّا بناء آخرَ يُغرقني في قعر وهم الخطيئة المزعومة, ماهيَّ إلّا سجن.
سوف أتخذ الخطوة الأولى بحثاً عن نفسي التي ضلت الطريق منذ أمدٍ بعيد , ضاعت في أرجاء الصومعة ذاكرتي فنسيت, نفسي التائهة. سوف أجتثّ هذه الصومعة عن بكرة أبيها .. سوف أحطمها و أزيلها صخرةً تلو الأخرى. سأتوج نفسي ملكًا على عرشي الخاص, وسأفرد جناحيّ لأسبِر أغوار النور .. 
لذيذةٌ هي لسعة الحقيقة بالرغم من ألمها الحارق !

سأعود كُلاً مجددًا ..