ابحث في المدونة

الجمعة، 31 يوليو 2015

ماذا رأيتُ حين رأيت ..


،                                          



سألتني : ” ماذا رأيت في حياتك ؟
سأحاول جهدي أن أجيبكِ بإلمام. انا يا عزيزتي عشتُ عُمرًا مديدًا .. عاصرتُ أمورًا لربما تعدينها ضربًا من الخيال .. ماتغنى به قومكِ و صنّفوه أساطيرا ! رأيتُ مالم تستطيعي أنتي رؤيته، شاب قلبي من بنو جنسي. رأيتُ كيف يقتل الاخ اخاه و يطعن الصديق صديقه، ظلام البشرية الذي يخولهم لفعل العجب و القبيح ، من اجل كنوزٍ وهمية ! شاهدتُ مخلوقًا ضخم الجثة عجيب الخلقة لا أكاد أفرق بين وجهه وقفاه من عجب خلقته، يُقالُ له الغول، يُطعم الطيور و يحرس الاطفال خفيةً، رآه احدهم فاستقبح منظرهُ فشنّ عليه حربًا ضَروسا .. اتهموه بقتل رجالهم و خطف أطفالهم و أكل شياههم، حرقوا منزله و شرّدوه و طاردوه حتى قتلوه بُهتانًا.
امتطيتُ ظهر العنقاء فجابت بي الارض و اخذتني فوق السُحب، اخذتني شرقًا و غربًا إلى آخر بقعةٍ من الأرض، .. حتى قالوا ” طارت بهِ عنقاءٌ مُغرِبُ “
رأيتُ السماء الأرجوانية عن قرب و لامست يداي سُحُبها الباردة.. عمتُ في البحر القرمزي، الذي يستقر على شاطئه كوخٌ صغير دافئ، يضم حبيبتي. آهٍ لو رأيتِ عينيها.. كأنهما احتضنتا البيادي و البحار ! أول لقاءٍ كان لي مع تلك العينان.. ألهبتا في جوفيَ نارًا زرقاء، أشعرتانني بالدفء وقتًا كان زمهريرا! و كأنما كانت لعنتي تستقر في نقطة التقاء رموشها.
أوَتعلمين !  حياتي لا يمكنني أن اختصرها لأقصوصة .. و كما أنّ هذه الحياة عظيمة، يتوجب عليك ان تعيشيها، لا ينبغي ان تتركي شيئًا يعيشها عنكِ، فيبدو لكِ ما يسوؤكِ.


- فريدة


July.28.2015