ابحث في المدونة

السبت، 9 أبريل 2016

الرحمة.

stars, sky, and night image


عرَكتُ عينيََ عسايَ أُبعدكِ عن ناظرَيّ .. يا الله, يا رب , هوِّن هذا الوخزَ في صدري. 
عيناكِ اخترَقت روحي فأصابتني في مقتلٍ، نجحَتِ بتحفيز عقلي ليسترجعَ شريطًا مِن نور! شرِبتُ الذكريات حتى ثمِلْت , ترنَّحتُ على قارِعَة طريقكِ.
أراكِ تفتحين ذراعيك بترحيب فتتردد خطواتي , أأعود أدراجي بعدَ أن قطعتُ كلّ هذا الشوطِ باحثًا عنكِ! أخشى عليكِ مِن درعيَ الشائِك، أخافُ أنْ أخدِش نقاءَ قلبكِ دون قصدٍ مني.

تراجعتُ مُحتَارًا، يكادُ قلبي الغضُّ أنْ يخترِقَ سِجنَ صدريَّ ليستقر حُرًا في أمان صدركِ مطمئنًا. تخونهُ قدمايَ اللّتان تُذكرانه بماهيتي ! إن ابتعدت فأنا قتيلٌ لا محالة، محضُ إنسانٍ ليس بإنسان. أريد أن أُخبركِ بالقوّة التي صدَمتْ روحي فأيقظَتها حين تناهى إليّ خيالُك و ازداد وضوحًا، مِن الصَعب أنْ أصِفَ الضياع الذي نهشَني أثناء غيابك بشراسة، كانتْ حدقتيّ فارغتين تمامًا! لفائِف الوِحدة المُقيتة حُشِرت في جَوفي، كنتُ بِلا رُوح، جسدًا طينيًا مبرمجًا وَ لسانُ حاله يلهج "يا رحمَة الرّب حُلّي عليّ "

كنتُ ابحث عن روحيَ التي ضلّت خَلف خُيوط مِن نور، في تنقيبٍ عَن مَدينتها الفَاضِلة.. وجدتُها في مُفترَقِ طُرق، تُتمتِم بِلا شعور، و ما أن لامستُها ببنانيَ حتى وجدتُ ضالتيَ السرمديَة. فتلبّستني روحي مجدّدًا وَ رأيتها، أبصرتُ رحمة الرب التي طلبتها بإلحاحٍ مُستمر! طالما سَمِعني , حتّى أخَذ بيديّ وَ اقتادني نحو رحمَته التي تجلّت لي أخيرًا، فقد بعثَ فيّ تنويرًا نادرًا وَ ساحرًا حين وجّهني إليكِ.
- فريدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق