ابحث في المدونة

الجمعة، 28 أغسطس 2015

من الظواهر المستفزة.



....




مواقع التواصل الاجتماعي او العالم الافتراضي علّمني شيء عن الناس .. مهما بلغت بهم الحكمة "اونلاين" تجدهم فارغين جدًا حين تراهم وجهًا لوجه، ليس بسبب الخجل او الحياء.. كلّا إطلاقًا.
بل بسبب التصنّع! نعم، كثيرون يتصنّعون شخصياتٍ ليست لهم و يتقمصّونها و يتقنونها ! قد يتفوهون بعبارات حكيمة جدًا إن قرأتها لأول وهلة ستقول ياللعجب! ما افصح و ابلغ و احكم هذه المراهقة!! لكن ما ان تتابعها حتى تجد منتهى السخف و الافكار بل و المعتقدات السطحية !! او قد تجد رجلًا في اواخر العشرين، رزينٌ جدًا لكنّه في ذات الوقت”يتسمّج“ ليصنع من نفسه أضحوكة لهدفٍ واحد، الشهرة و المتابعين و المعجبين!
عجبت لهذه القدرة الجبّارة للجماد المسمى بالـ”كمبيوتر“ او الحاسوب، سواءً كان حاسوبًا او هاتفٌ كفّي ! استطاع ان يُعطّل عقولنا كبشر - لأن عقولنا خارقة القوة - عطّلناها و تركنا هذه الاجهزة الغبية الذكية تقوم مقام عقولنا حتى اصبحنا لا نستغني عنها ابدًا .. و سخرت منّا بأن جعلتنا فارغين تمامًا و صار البشر يسرفون في اعتناق افكار بعضهم و يعلقونها شعارات لهم دون ادنى تفكير او اقتناع .. بل لو سألت الواحد منهم عن ما يردد من حكمة مفرطة و حاورته بها، ستجده لا يعلم عنها مثقال ذرة!
من وجهة نظري أن الأمية ليست بالقراءة و الكتابة، بل الأمية بالفكر.
العالم الافتراضي و مواقع التواصل الاجتماعي علماني ايضًا، أن الناس أوعية فارغة استطيع ان املئها بما يُناسبني، وبما أشاء ! فلم يعد البشر على دراية بقدراتهم و قدرات عقولهم، نسوا تمامًا بأنهم قوة و طاقة متفجرة على هذه الأرض .. بل بكل أسف لقد أصبحوا طاقةً مهدرة !!
إلا من رحِم الله



.....

الإعتراف.





....


أنصتي و أحسني الإستماع..
فهأنَذا , مجردٌ مِنِّي تمامًا لِأعترف لكِ بسري الأعظم.
لطالما خبأت هذا السر بين جنبات روحي، و كبحته. مُسلسلٌ في قلبي، حتى لا ينقض خارج عينيّ، أو عبر أثير صوتي.
لطالما كان عقلي هو المُسيطر على جَنَاني، كقائد الاوركسترا يُوجِّه قلبي، مشاعري، روحي، بل وحتى كلماتي بعصاه الخفية.. قدرتي على التماسك بدأت تهِنُ وهي التي استمرت تضمحلُّ يومًا تلوَ الآخر.
كيف لا ! وانا ارقُب عيناكِ اللتانِ تذيبان قلبي، وتغرقاني في بحريهما الغامض.
 ليتكِ تشعرين بالدم المتفجر في عروقي، و الحياة التي تدب في اوصالي، بمجرد التقاء أعيننا.
 دعيكِ، لا تتحركي.. دعيني ألثُمُ سحر حدقتيكِ، حدقي بي أكثر، لا تلتفتي.. لم ارتوِ بعد !
أوَلم أُخبركِ عن حالي أثناءَ إنصاتي لصوتكِ العذب!!
 أيُّ صوتٍ بهذه القوة و التأثير ! بل و التخدير حتى.! أَستُبدِلَت حنجرتكِ بقيثارةٍ ذهبيةٍ ملائكية ؟ ام انكِ احدى اساطير القرون الوسطى ؟! أَحورية البحر التي خدرت آلاف الرجال بصوتها لتقودهم إلى الهلاك ؟! لستِ هلاكًا، و إن كنتِ، فأنا هالكٌ لا محالة!
 استمعي إلى قلبي حين يسري صوتكِ الرقيقُ عبر أذني، ليعزف أعذبَ سيمفونيةٍ بنبضاتي.

ألم تلحظي تضاؤل روحي؟! اريدك ملكي، مليكة قلبي، لن اسمح ان تُخطفي مني.
انا قيسك، حلمك، خيالك، و خيّالك. انا الذي اضناه التوق لحضنٍ منكِ يلئم كل مابه..
انا شديدُ قومي، صريعٌ امام حضرةَ حُبكِ، اسيرُ تلكم العينان. 
لربما يومًا، اشعرتك بعكس ذلك! لكنني الآن بكاملي، اركع على قدم واحدة امام عتبات قلبك، ابتغي ان املكه بين يميني ويساري.. لاعترف بسيل الهيام بك! فقد كنتُ ومازلتُ غريقك!
حبيبَتي، اكاد اُجن عشقًا و تقتلني غيرتي في كل ثانية تمر، و كل لحظة بعيدة عنكِ .. سأصرخ لأعيد ماقد اخبرتكِ آنفًا: اريدك لي، و لي وحدي. لانكِ يا ياسيدتي تمكنتِ من عقليَ و جَناني , بل و جوارحي.
اَشعُركِ احد اساطير الحُسن، كالخيال الملموس.
و ها انا بكامل مشاعري اقف على قدم و ساق .. 
اقبليني و احضنيني.


.....



فراغٌ مُصمَت.





كَونيَ الفراغُ المصمَتُ في حياتك بشكلٍ عام، و الرفاهية و الاسفنجة بشكلٍ خاص.. 
أنا لم أكن بقلبك إلا محضُ عابرٍ يُبجّلكَ! 
متكأكَ الذي يستصرخكَ بينما تفتعلُ الصمَم. 
رأيتني جريحًا يطلبُ العون ففضّلتَ الاستلقاء و المشاهدة .. 
بكيتكَ مِرارًا مُرًا فأمسيتَ تُقلّد صوت بكائي ساخرًا.. 
واعجبي ! 

كيف تتظاهر بالحب هكذا ؟ 
أمسيتني شبح الاوبِرا أجوب الارض جيئةً و رواحًا ، روحٌ حزينة تقف لتصفق لكَ.. 

ترفعُ الكأس احترامًا لبراعة تمثيلكَ. 
ياللمُقت ! شرِبتَ قلبي المذاب في قدْحكَ المشئوم.
وها انا , امامكَ , مُسجَّاةٌ على المذبح بينما تدّعي الدماثة في قُدَّاسكَ الآفِك ..
سأرحلُ , وَ إلى السماء سأنطلق.

سأقصِدُ المنفى ..

الأربعاء، 5 أغسطس 2015

خُسوف.




الفصل الأول


على ضفة النهر الغربية وقف وبيده ورود زنبق أبيض، مع اغصان البنفسج، ورسالة مكتوبة بخط أنيق على ورقة بردي عتيقة، ملفوفة بإتقان شديد بأغصان زهور ربيعية فواحة، لا تتواجد بكثرة في فصل الخريف. اطلق تنهيدة عميقة قبل أن يرفع رأسه للسماء، ابتسم لاستدارة البدر في ليلة تمامه.
انتظرها بشغف، وهو يرتب الكلمات المزدحمة في عقله. بدأ بالتمثيل وهو في انتظارها، ماذا يقول، كيف يقف، كيف ينظر إليها ! هل يجب ان ينظر في عينيها مباشرة، بالرغم من خجلها ! ام يحتضنها أولا ! بدت على اطرافه ارتجافة خفيفة بسبب ارتباكه وتوتره، وعلت محياه ابتسامة مترددة. اخذ نفسًا عميقاً ثم اخرجه، لعلَّ نبضاته تهدأ قليلاً، واخذ يعيد الكرة. نظر مرة اخرى إلى القمر وابتسم باتساع، لمعت عيناه المميزتان بلونيهما المختلفين. إحداهما كَأزهار الخزامى، التي يحملها برفق وحنو بالغين، والأخرى بلون عسل شفاف شديد النقاء، و التشعبات التي تتخلل حدقتيه هي الصفة المشتركة بينهما.

الجمعة، 31 يوليو 2015

ماذا رأيتُ حين رأيت ..


،                                          



سألتني : ” ماذا رأيت في حياتك ؟
سأحاول جهدي أن أجيبكِ بإلمام. انا يا عزيزتي عشتُ عُمرًا مديدًا .. عاصرتُ أمورًا لربما تعدينها ضربًا من الخيال .. ماتغنى به قومكِ و صنّفوه أساطيرا ! رأيتُ مالم تستطيعي أنتي رؤيته، شاب قلبي من بنو جنسي. رأيتُ كيف يقتل الاخ اخاه و يطعن الصديق صديقه، ظلام البشرية الذي يخولهم لفعل العجب و القبيح ، من اجل كنوزٍ وهمية ! شاهدتُ مخلوقًا ضخم الجثة عجيب الخلقة لا أكاد أفرق بين وجهه وقفاه من عجب خلقته، يُقالُ له الغول، يُطعم الطيور و يحرس الاطفال خفيةً، رآه احدهم فاستقبح منظرهُ فشنّ عليه حربًا ضَروسا .. اتهموه بقتل رجالهم و خطف أطفالهم و أكل شياههم، حرقوا منزله و شرّدوه و طاردوه حتى قتلوه بُهتانًا.
امتطيتُ ظهر العنقاء فجابت بي الارض و اخذتني فوق السُحب، اخذتني شرقًا و غربًا إلى آخر بقعةٍ من الأرض، .. حتى قالوا ” طارت بهِ عنقاءٌ مُغرِبُ “
رأيتُ السماء الأرجوانية عن قرب و لامست يداي سُحُبها الباردة.. عمتُ في البحر القرمزي، الذي يستقر على شاطئه كوخٌ صغير دافئ، يضم حبيبتي. آهٍ لو رأيتِ عينيها.. كأنهما احتضنتا البيادي و البحار ! أول لقاءٍ كان لي مع تلك العينان.. ألهبتا في جوفيَ نارًا زرقاء، أشعرتانني بالدفء وقتًا كان زمهريرا! و كأنما كانت لعنتي تستقر في نقطة التقاء رموشها.
أوَتعلمين !  حياتي لا يمكنني أن اختصرها لأقصوصة .. و كما أنّ هذه الحياة عظيمة، يتوجب عليك ان تعيشيها، لا ينبغي ان تتركي شيئًا يعيشها عنكِ، فيبدو لكِ ما يسوؤكِ.


- فريدة


July.28.2015

السبت، 13 يونيو 2015

الدفّة

-




" ادر الدفّة، و احذر من الصخور والضباب. قد تسمع اصواتًا فاتنة تدلك على المكان الصحيح، انتبه فهي سحرٌ يريد الايقاع بك. ادر الدفة و اتجه شمالًا، نحو نهاية العالم. لابد من هذه الرحلة يا بُني! لا تتعلق بسرمدية البقاء. ستسقط مرات لكن حاول ان تقف بنفسك، انا اميّز قدراتك جيدًا، و اعلم انك تستطيع مساعدة غيرك بينما تساعد نفسك. اعلم تمامًا انك قوي حتى حين تضعُف، فلا تتقاعس عن نجدة مكروب. ولا تدع للشقاء بابًا عليك، بل اعمل ما امرنا به الإله ! أي بُني، رحلتك ستنتهي بانتهائك، ستنقضي برحيلك. انسَ قصص اجدادنا عن الخلود و الحياة الازلية، قليلون من قالوا بأنّ الخلود هو الاسم و الفعل! خلال رحلتك، لا تسعى للشهرة ابدًا، فهي مُهلكة المرء. اتمنى لك الثبات يا ولدي، وليكن الرب معك. "


فريدة الشمري