ابحث في المدونة

الجمعة، 14 مارس 2014

أرشيفية




كعشرينية وحيدة تُهمهم بلحنٍ حزين وتلاعِب دُميتها المحطمة تريد ان تُسمع الجَميع أنينها تلعب ببراءة، تبتسم بعفوية للجميع, بينما يهربون منها.
هي على أمل ان تعود والدتها اللتي ودعتها حين كانت ابنة الثمانية سنوات مسلِّمةً إياها دميتها الجميلة:"انتظريني، سوف أعود بعد ساعة"لكن الساعة في تمدد مستمر وهذه الشابة مازالت تنتظر وتبتسم للدمية مطمئنة إياها أن والدتها ستعود:"لا تقلقي والدتي سوف تأتي وتأخذنا للمنزل،ستُعد لنا الحساء وتغني لنا إلى ان ننام بحضنها"تمسح دمعتها اللتي سقطت على جبين دميتها"لا تبكي أنا متأكدة بأن أمي ستأتي هذه المرة. لن تُخيبنا كالساعات الماضية"لا تعلم لماذا باتت تبكي منهارة تشهق بحُرقة وتغطي فمها لئلّا تتصاعد شهقاتها أكثر فقد وعدت دميتها ان تكون قوية حتى تعود أمها وكأنها لم تكن في حلقة مستمرة من البكاء طوال اثنتي عشرة سنة. إنّه عيدُميلادها العشرون اللذي تقضيه وحيدة بلا أحد يبتسم لوجودها بحياته.منذ اثنتي عشرة سنة لم تحتضن والدتها لم يربت أحد على كتفها لم يهتم لوجودها أحد لم يتساءل أحد مابالها لم يعلمها أحد كيف تنسق ثيابها لم يكن أحد بجانبها حين مرضت سوى دميتها. كانت الأيام صعبة جدًا عليها لاتعلم كيف أستمرت بحياتها للآن! تخطيء كثيرًا لكن لا أحد حولها ليعلمها الصواب. فكرت بالكثير اللذي ستخبره لوالدتها حين تعود. ستحكي لها كيف تعلمت لأول مرة ان تربط شعرها كجديلة بنفسها. كيف رأت في نفسها والدتها اللتي اشتاقت ابتسامتها حتى النخاع. سوف تحكي لها عن ذلك الشاب اللذي يبيع حلوى غزل البنات وكيف كان قلبها الصغير ينبض له برقة في وحشة الانتظار. كيف أصبحت خياطة لعيون الدمى عند تلك العجوز القاسية اللتي حرقت وجنتها الفاتنة وشوهت معالم دميتها. سوف تحكي لها كيف أنها لم تعد تثق إلا بدُميتها اللتي بدأت تلاحظ مؤخرًا صمتها الشديد."أَكانت أمي كاذبة حين وعدتني بأن تعود! لا لقد سُرقت مني! انتظرتها طويلا وطال انتظاري ألا تسمع ندائي ودقات قلبي؟هي تزورني حين انام لكن أريد ان إرها في يقظتي الا تعلم أنني أتألم! أتمنى حضنها فقط أريد دفئها. كيف هو مفهوم الساعة عند أمي!"تعقد حاجبيها وتمسح دمعتيها الرقيقتين بعنف. تحتضن قدميها النحيلتين وتتكيء علئ الجدار البارد. تنظر الى النافذة بعين قد خُذلت كثيرًأ وقلبِ رُفض باقسى أساليب الرفض. تمسح علئ شعر دميتها بحنان وتتكيء بذقنها علئ ركبتيها، تبتسم وتغمض عينيها لتنساب دمعة يتيمة. تَعودُ لهمهمتها الحزينة لتؤنس وحدة دميتها ولعلها وحدتها " أنا هُنا من أجلنا :') نحن لسنا بحاجة إلا لحُب الإله "


*فريدة الشمري

Oct. 12. 2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق